دَوْرَةٌ كامِلَةٌ فِي ٱلْمَقام ـ شعر : محمود مرعي
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
دَوْرَةٌ كامِلَةٌ فِي ٱلْمَقام ـ شعر : محمود مرعي
سَيِّدَتِي قَلْبِي مَلْغومٌ بِكِ حُبًّا / لا تَقْتَرِبِي أَشْعَلْتُ فَتيلَهْ ...
فاتِنَتِي مُشْعَلَتِي بِحُروفِي / سَيِّدَةَ ٱلْكَلِماتِ وَسَيِّدَةَ ٱلْحَرْفِ هُنا / أَتَداخَلُ فِي ٱلْمَعْنَى / أَلِجُ ٱلْأَعْماقَ شُعاعًا / أَتَوَهَّجُ فِي مَعْناكِ ضِياءً / أَشْرَبُ حَرْفَكِ حَتَّىٰ آخِرِ نُقْطَةِ حِبْرٍ / نَحْنُ هُنا كُنَّا يا سَيِّدَةَ الضَّوْءِ / وَلَمْ نَرْحَلْ بَعْدُ عَنِ ٱلْإِشْراقِ غِيابًا / ما زِلْنا نَفْهَمُ ما لا يَفْهَمُهُ ٱلْأُفُقُ ٱلْأَدْﻧﻰٰ مِنْ وَجْهِ ٱلْأُفُقِ ٱلْأَقْصىٰ / نَحْنُ هُنا عَبَثٌ زَرْكَشَهُ ٱلْبَرْقُ فَفاضَ سُهولاً مُخْصِبَةً لا تُنْبِتُ إِلَّانا .
سَيِّدَتِي .. سَيِّدَتِي :
ما بالُ الَّليْلِ يَفيضُ وَيَدْنو نَحْوَ ٱلْبابِ / وَمَنْ أَبْعَدَ وَجْهي / عَنْ وَجْهِكِ مَنْ أَقْصانِي عَنْكِ وَمَنْ أَخْرَجَنِي مِنْكِ / وَمَنْ فَكَّ طَلاسِمَنا / مَنْ فَسَّرَ مَعْنانا / حَرَكاتِي يا سَيِّدَةَ ٱلْحَركاتِ هِيَ ٱلْحَرَكاتُ / وَما ٱخْتَلَفَتْ مُنْذُ ٱنْغَرَسَتْ فِيَّ طَريقًا نَحْوَ الرِّيحِ / فَقَدْ فَتَحَتْ لِي الرِّيحُ ذِراعَيْها كَيْ أَسْتَوْطِنَ فيها .
سَيِّدَتِي يا سَيِّدَةَ ٱلْمَعْنَى وَتَفَجُّرِ مَعْناهُ :
كَيْفَ تَسيِرينَ هُنا وَسْطَ ٱلْحَرْفِ وَغُرْبَتِهِ ؟؟ / كَيْفَ تَقوليِنَ أَنا / أَنْتِ / سِوانا / كَيْفَ قَرَأْتِ ضَميِرَ أَنا / قَبْلَ أَنا / كَيْفَ كَتَبْتِ وَأَشْعَلْتِ النُّورَ بِأَحْداقِ ٱلْعَتْمَهْ / يا سَيِّدَةَ ٱلْوَجَعِ ٱلْموغِلِ فِي أَزْمِنَةِ ٱلْأَرْضِ / وَفِي أَمْكِنَةِ ٱلْعَرْضِ ٱلْأَوَّلِ لِلْمَشْهَدْ / أَنا ما زِلْتُ أَنا لَمْ أَتَغَيَّرْ / مُنْذُ ٱلْتَقَتِ ٱلْكَلِماتُ مَعَ ٱلْكَلِماتِ / وَمُنْذُ احْتَوَتِ ٱلْحَرَكاتُ السَّكَناتِ / وَمُنْذُ عُصورِ النَّجْمَةِ لَحْظَةَ أَنْ وُلِدَتْ / مِنْ رَحِمِ ٱلْمَعْنَىٰ فِي فَجْرِ تَجَلِّيها .
وَٱلْآنَ .....
أَراكِ سِواكِ فَلَسْتِ سِوىٰ مَنْ كانَتْ قُرْبِي تَمْشي بِي لِمَتاهَتِنا / أَنْتِ ٱلْآنَ سِواكِ فَما أَعْرِفُ مِنْكِ سِوىٰ / ما يَتَوالَدُ مِنْكِ وَيَسْري لَهَبًا يُشْعِلُ بَوْحِي / لا تَقْتَرِبِي أَكْثَرَ ﻓﹷﭑلْبَحْرُ سَيَطْغىٰ وَٱلْمَدُّ يَسُدُّ ٱلْآفاقَ / وَأَنْتِ عَلى الشَّطِّ كَلامٌ قيلَ قَديِمًا / يا أَنْتِ / هُنا مَمْلَكَتِي وَحْدي / مَمْلَكَتِي أَنْتِ أَنا / لَيْسَ لِغَيْري إِلاَّكِ خُطىٰ لُغَةٍ فيها / ﻓﹷﭑبْتَعِدي ٱلْآنَ إِلَيَّ سَريعًا / سَيَهُبُّ ٱلْإِعْصارُ قَريبًا / لا أَسْمَحُ أَنْ يَتَدَفَّقَ مَعْنًىٰ فِيَّ سِوىٰ مَعْناكِ أَنا / أَفْهَمُ ما يَرِدُ ٱلْآنَ عَلَيَّ وَلا أَسْأَلُ أَوْ أَتَساءَلُ / ﻓﹷﭑلْقَوْلُ هُنا قالَتْهُ ٱلْأَلْسُنُ كُلاًّ / ما بَقِيَتْ لُغَةٌ ما قالَتْ قَوْلَ حُروفِكِ يا أَنْتِ / وَلكِنْ لَمْ تَثْبُتْ لِلَهيبِي فَأَنا ما زِلْتُ أَنا / دونَ حِيادٍ فِي ٱلْفِكْرَةِ دونَ حِيادٍ فِي حَرْفِي / مَعْنايَ عَلى وَجْهِ حُروفِي يَنْطِقُنِي وَحْدي / وَلِذا لَنْ نَتَوَحَّدَ حَتَّى تَأْتينِي / أُفُقًا لَمْ يُشْرِقْ بَعْدُ عَلى فِكْرٍ وَخَيالٍ / أَوْ ﻓﹷﭑنْتَثِري فِي فَلَكٍ يُشْبِهُ ما قالَتْ / مَنْ نَطَقَتْ وَٱمْتَشَقَتْ سَيْفَ ٱلْكَلِماتِ / لِتَقْطَعَنِي ﺑﹻﭑلْكَلِماتِ / وَتَنْطِقَنِي غَيْري كَيْ تَتَهَجَّىٰ جَسَدي / فِي حَضْرَةِ أَحْرُفِها الثَّكْلىٰ / لا وَقْتَ لَدَيَّ ٱلْآنَ / لِأَبْكي فَوْقَ دَمِ ٱلْحَرْفِ ٱلْمَشْنوقِ / بِذاكِرَةِ ٱلْمَطَرِ ٱلْجائِعِ فِي عِزِّ التُّخْمَةِ / لا وَقْتَ لَدَيَّ لِأُوْقِظَ حَرْفِي / مِنْ مَوْتَتِهِ ٱلْحالِيَّةِ / ﻓﹷﭑنْتَشِري فِيهِ أَوِ ٱخْتَمِري / فِي مُقْلَتِهِ / لا تَتَشَظِّي لا تَرْتَجِّي / فَدِماءُ حُروفِي غَلَيانٌ فِي كانونَ يُساقِطُ نارًا / ﻓﹷﭑلْتَحِمي بِالنَّارِ لِتَنْصَهِري ﺑﹻﭑلْحَرْفِ وَنَعْبُرَ مِنْ أَنْفُسِنا صَوْبَ أَنا أَنْتِ فَأَنْتِ أَنا.
*****
اَشْعِلينِي فَضاءً مَدَىٰ / وَٱسْقُطي فَوْقَ روحي ظِلالاً / وَكونِي غِلالاً / وَطيري جَلالاً / وَجوزي حُضوري وَهاتِي غِيابِي أَنا / لا تَقولِي كَفىٰ / ﻓﹷﭑلْهَوىٰ ما ٱكْتَفىٰ / وَٱشْتِعالِي هَمىٰ / فيكِ مِحْرابُ روحي ٱسْتَوىٰ / ﻓﹷﭑمْلَئي وَجْهَ روحي شَجَنْ / وَٱمْسَحي الدَّمْعَ إِنِّي هُنا / يا نَشيدي أَنا / يا أَنا وَٱعْزِفِي لَحْنَنا قُبْلَةً مِنْ سَنا / نَوِّعي الَّلحْنَ وَٱمْضي بِنا / وَجْهَ طِفْلَيْنِ وَجْدًا / كَبيِرَيْنِ حُبًّا وَعِشْقًا سَما / وَجِّهي ٱلْعَزْفَ نَحْوَ ٱلْوَسَطْ / يَأْتِ مَوْجًا عَلى صَفْحَةِ ٱلْأُفْقِ / يَقْطُرْ نَشيدُ الشِّفا / وَٱسْدِلِي فَوْقَنا ساتِرًا مِنْ غَسَقْ / وَٱفْرُشي تَحْتَنا فَرْشَةً مِنْ أَلَقْ / وَٱنْشِدي .. فاعِلٌ ... قَدْ سَبَقْ.
*****
يَتَبَدَّلُ ٱلْإِيقاعُ / وَٱلْوَتَرُ ٱلْقَديِمُ يُراوِغُ الثَّغْرَ ٱلْمُسافِرَ فِي حَنايا ٱلْفِكْرِ / ﻓﹷﭑنْتَصِبِي هِلالاً فِي شَمالِ الرُّوحِ / شَمْسًا فِي مَدارِ ٱلْحَرْفِ / أُغْنِيَةً لِزِرْيابَ ٱلْمُسافِرِ فِيَّ / وَٱكْتَمِلي شِراعًا فِي مَنافِي أَحْرُفِي / مُدِّي أَصابِعَ فَجْرِنا / سَطْحُ ٱلْخَليقَةِ ﮔﭑلْمُحيطِ فَهَدْهِدي / وَتَلَوَّنِي أَوْ لَوِّنِي شَمْسَ الصَّباحِ بِأَبْيَضِ الرُّوحِ الَّتِي سالَتْ / وَلَمْ تُبْحِرْ جُنونًا فِي ٱلْمَدىٰ / تَطْلُعْ جَنوبًا فِي الصَّدىٰ / تَنْبُعْ دُعاءً فِي ٱلْهُدىٰ / ضُمِّي قِناعَكِ عَنْ سَوادٍ / اِقْرَئي فيما تَأَخَّرَ مِنْ شُروقٍ / وَارْفَعي ذاكَ ٱلْخِمارَ عَنِ الرُّؤىٰ / قَدْ أَشْرَقَتْ سُبُلُ ٱلْكَلامِ تَقَدَّمي / ضَوْءُ ٱلْيَراعَةِ جازَ جَوْزاءَ ٱلْجَمالِ تَساقَطي / وَتَناثَري حَبَبًا عَلى مِحْرابِ أُغْنِيَتِي أَنا / فَسِواكِ لا أَنا .
*****
ﻓَﭑدْخُلي الرُّوحَ وَٱقْرَأينِي صَهيلاَ ...
يَطْلُعُ ٱلْفَجْرُ / مِنْ سَوادٍ تَلَظَّى مُشْرِقَ ٱلْحُزْنِ يَسْتَوي / كَفَضاءٍ غاصَ فِي صَدْري قَبْلَ أَنْ تَسْحَبينِي مِنْ جَبينِي / وَتَزْرَعينِي صَباحًا فِي الضُّلوعِ الَّتِي تَقولُ أَنا / أَنْتِ أَنا ٱسْتَلِّي وَجْهَ أُغْنِيَتِي وَٱشْتَعِلي فِيَّ مَوْطِنًا لِصَليلٍ صاهِلٍ فِي ٱلْعُروقِ وَٱنْبَعِثي فِي شُرْفَةِ ٱلْقادِمِ الَّذي يُنْبِتُ الْحُبَّ مُروجًا جَوْفَ الشَّرايِيِنِ خَضْراءَ كَما شِئْتِ . أَغْرِقينِي وُضوءًا مُسْتَحيلاً يُحيلُنا سَلْسَبيلاً كَوْثَرًا فاضَ فِي الِّلقاءِ طَغىٰ وَٱسْتَجْلَبَ الضَّوْءَ مِنْ جُنونٍ يَجيءُ .
*****
وَكونِي رَمادَ ٱلْهَوىٰ وَرَمادي ...
أَنايَ مَعِي ٱلْآنَ تَتْلو عَلَيَّ صَباحَ ٱلْجَمالِ / وَتَرْنو بِطَرْفٍ كَلِيلٍ / نَوافِذُ قَلْبِي مُشَرَّعَةٌ يا أَنايَ / فَهاتِي زَمانًا جَديدًا / عَسىٰ يَحْتَوينا / عَسىٰ يَسَعُ ٱلْقَلْبَ / يَحْضُنُنا زَهْرَتَيْنِ رَبيعِيَّتَيْنِ / لِيَأْتِيَنا فَجْرُنا سُحُبًا مِنْ سَعيِرِ الشُّعورِ وَلَحْظَةَ مَوْتٍ تُعيدُ ٱلْحَياةَ / وَتَجْتازُ نَحْوَ تُخومٍ عَرَفْنا / غَرِقْنا هُناكَ عَلى حَدِّها بَيْنَ مَوْتٍ أَطَلَّ عَلَيْنا بِنَكْهَتِهِ / وَحَياةٍ تَغيبُ وَتَرْجِعُ فينا / وَنَحْمِلُنا ﮔﭑلْأَغانِي ٱلْجَديدَهْ / دَعينِي أَجِنُّ قَليلاً بِما تَسْكُبيِنَ عَلى وَجْهِ قَلْبِي / وَما تَرْفَعيِنَ مِنَ ٱلْحَرْفِ / تَأْتِي حُروفُكِ فِي حَضْرَةِ ٱلْآنَ نَعْفَةَ فَجْرٍ / وَتَسْقُطُ فَوْقَ مُروجِ حُضوري / تُعَلِّمُنِي كَيْفَ أَقولُكِ فِي كُلِّ آنٍ جُنونًا جَميلاً /
وَكَيْفَ يَكونُ مَقولِي ٱنْتِشاءً جَديدًا / وَكَيْفَ نُعيدُ إِلَيْنا الَّذي كانَ فينا نَخيلاً / وَكَيْفَ نَكونُ أَنا أَنْتِ جِيلاً فَجِيلاَ / تَعالَيْ إِلَيَّ فَوَجْهي دَليلُ شُروقِ ٱلْهَوىٰ / فَانْزِعي فِضَّةَ ٱلْكَلِماتِ وَقولِي اكْتَفَيْنا فَعولاَ .
اَلْآنَ ... تَطْلُعُ ٱلْأَغانِي مُسْرَجاتٍ بِأَنا ... ﻓﹷﭑسْتَعْجِلي ....
هٰذا زَمانٌ نَحْنُ مَنْ يَكْتُبُهُ / كَما نَشاءُ قُبْلَةً وَهَمْسَةً / وَشَذَراتُ عِشْقِنا نَسْكُبُها فَوْقَ شِفاهٍ /لَمْ تَزَلْ فِي قِمَّةِ ٱنْفِجارِها / فِي قِمَّةِ ٱشْتِعالِها / وَنَحْنُ فيها مِرْجَلٌ مِنْ عَبَقٍ / وَالَّليْلُ فِي ٱلْبَعيدِ يَرْتَقِبُ لَحْظَةً مِنَ ٱلْغَفا بِنا / فَلا تَنامي ٱلْآنَ خَطْوُ الَّليْلِ يُوقِدُ ٱلْمَدىٰ / كُونِي صَهيلي كَيْ أَكونْ ....
سَيِّدَةَ ٱلْقَلْبِ هُنا / آتيكِ ما يَجْلو غَمامَ الرُّوحِ / أُشْعِلُ فَضاءَ ٱلْحَرْفِ / نَمْشي فيهِ عَصْرًا مِنْ خُلودٍ مُسْتَطيلٍ / يَبْدَأُ الَّلحْظَةَ مِنْ بُزوغِنا فِي شُرْفَةِ النَّايِ قَناديلَ وَفا ...
يا أَنْتِ يا .... وَٱحْتارَ حَرْفِي فيكِ / إِذْ فاضَ فُؤادي بِكِ / وَٱسْتَراحَ فينا ما نَقولْ.
فَرَتِّلي فِي مَسْمَعي / وَٱسْتَنْشِقي كَيْ تَغْرَقي / وَٱسْتَغْرِقي زَمانَنا / وَٱسْتَرْجِعي مَوَّالَنا ٱلْأَوَّلَ / فِي بابِ الصُّعودِ نَحْوَنا.
*****
وَٱسْتَعيدي رَوْعَةَ ٱلْمَوَّالِ فينا ...
وَٱرْفَعي ٱلْقَلْبَ إِلَى ٱلْقَلْبِ / وَضُمِّي الرُّوحَ لِلرُّوحِ وَقولِي / ما يُريدُ ٱلْوَجْدُ شِعْرًا / كَيْ نَكونَ ٱلْآنَ فَجْرًا / وَٱنْثُري مَعْنَىٰ ٱلْكَلامِ ٱلْعَذْبِ عُمْرًا / وَٱهْجُري أَنْدَلُسَ ٱلْعِشْقِ فَقَدْ عاشَ طَويلاَ ... وَتَعالَيْ نَرْفَعُ ٱلْعِشْقَ / بَساتينًا / نَخيلاَ / أَنا يا أَنْتِ / أَنا أَنْتِ / فَرُدِّي عَنْ نَقاءِ ٱلْعِشْقِ ما قَدْ غَشِيَ ٱلْعِشْقَ هُنا / مِنْ صورَةِ ٱلْعَصْرِ قُرونًا / وَٱكْتُبِي قَدْ عادَ ذاكَ ٱلْعَصْرُ تَذْكارًا ثَقيلاَ ...
جَنَّتِي ... فِرْدَوْسُ ... عُمْري ...
صارَ طَعْمُ ٱلْعِشْقِ فَجْرًا يَسْتَبينِي / فَخُذينِي / وَٱلْبِسينِي حُجَّةَ ٱلْعِشْقِ الَّذي قَدْ كانَ فينا مُسْتَحيلاً / وَٱغْمُري عُمْري / عُروقُ ٱلْقَلْبِ ظَمْأىٰ / ﻓﹷﭑسْكُبِي ٱلْماءَ عَلَيْكِ ٱلْآنَ / كونِي غَيْمَةً تَرْوي رَحيلي فيكِ / تُغْرينِي ٱنْعِتاقًا مِنْ زَمانٍ لَمْ تَكونِي فيهِ ظِلِّي / لَمْ تَكونِي وَجْهَ تَكْوينِي وَكَوْنِي / وَٱنْصِهاري / وَٱنْشِطاري / فَوْقَ أَحْلامِ ٱلْمَدينَهْ .
*****
وَصُبِّي كَأْسَ أُغْنِيَتِي الَّتِي تَأْتِي ...
وَغَنِّي مِثْلَما كُنَّا لَدَى ٱلْغَفَواتِ تَرْتيلاَ / وَهاتِي نايَ فَجْرِ الرُّوحِ / غَنِّينِي فَقَدْ سَكَتَتْ عَصافيِري / عَلى أَغْصانِ أَوْرِدَتِي / عَلى أَهْدابِ أَحْرُفِنا الَّتِي قالَتْ / بِأَنَّا وَجْهُ مَنْ غَبَروا / وَمَنْ فِي دَوْحِنا مَرُّوا / وَما عَبَروا / إِلَى ساحاتِ مَمْلَكَةٍ مُمَرَّدَةٍ / تَحُفُّ بِها أَمانينا وَتُحْيينا / وَتُحْيي الرُّوحَ تَسْكُبُها / عَلى غَسَقٍ / عَلى سَحَرٍ / لِتُنْشينا / فَصُبِّي كَأْسَ أُغْنِيَتي وَغَنِّيني ...
وَكونِي يا مَهاةَ ٱلْقَلْبِ أَفْراحًا تُداوينِي / وَصُبِّي فِي فَمِي ٱلْقُبُلاتِ غَطِّينِي / وَضُمِّي الرُّوحَ لِلرُّوحِ ٱسْتَرِدِّيها / فَكَمْ تاهَتْ بِغُرْبَتِها / وَكَمْ ظَمِئَتْ وَكَمْ جاعَتْ / وَكَمْ حَلُمَتْ وَكَمْ سَهَدَتْ / وَلَمْ تَيْأَسْ مِنَ الُّلقْيا / مِنَ السُّقْيا فَرَوِّينِي / وَصُبِّي كَأْسَ قَلْبَيْنا / وَهاتِي لَحْنَنا ٱلْآتِي وَغَنِّينِي / فَفيكِ ٱلْآنَ قَدْ سَطَّرْتُ أُغْنِيَتِي / وَفِيكِ ٱلْآنَ قَدْ تَمَّتْ تَلاحينِي.
فاتِنَتِي مُشْعَلَتِي بِحُروفِي / سَيِّدَةَ ٱلْكَلِماتِ وَسَيِّدَةَ ٱلْحَرْفِ هُنا / أَتَداخَلُ فِي ٱلْمَعْنَى / أَلِجُ ٱلْأَعْماقَ شُعاعًا / أَتَوَهَّجُ فِي مَعْناكِ ضِياءً / أَشْرَبُ حَرْفَكِ حَتَّىٰ آخِرِ نُقْطَةِ حِبْرٍ / نَحْنُ هُنا كُنَّا يا سَيِّدَةَ الضَّوْءِ / وَلَمْ نَرْحَلْ بَعْدُ عَنِ ٱلْإِشْراقِ غِيابًا / ما زِلْنا نَفْهَمُ ما لا يَفْهَمُهُ ٱلْأُفُقُ ٱلْأَدْﻧﻰٰ مِنْ وَجْهِ ٱلْأُفُقِ ٱلْأَقْصىٰ / نَحْنُ هُنا عَبَثٌ زَرْكَشَهُ ٱلْبَرْقُ فَفاضَ سُهولاً مُخْصِبَةً لا تُنْبِتُ إِلَّانا .
سَيِّدَتِي .. سَيِّدَتِي :
ما بالُ الَّليْلِ يَفيضُ وَيَدْنو نَحْوَ ٱلْبابِ / وَمَنْ أَبْعَدَ وَجْهي / عَنْ وَجْهِكِ مَنْ أَقْصانِي عَنْكِ وَمَنْ أَخْرَجَنِي مِنْكِ / وَمَنْ فَكَّ طَلاسِمَنا / مَنْ فَسَّرَ مَعْنانا / حَرَكاتِي يا سَيِّدَةَ ٱلْحَركاتِ هِيَ ٱلْحَرَكاتُ / وَما ٱخْتَلَفَتْ مُنْذُ ٱنْغَرَسَتْ فِيَّ طَريقًا نَحْوَ الرِّيحِ / فَقَدْ فَتَحَتْ لِي الرِّيحُ ذِراعَيْها كَيْ أَسْتَوْطِنَ فيها .
سَيِّدَتِي يا سَيِّدَةَ ٱلْمَعْنَى وَتَفَجُّرِ مَعْناهُ :
كَيْفَ تَسيِرينَ هُنا وَسْطَ ٱلْحَرْفِ وَغُرْبَتِهِ ؟؟ / كَيْفَ تَقوليِنَ أَنا / أَنْتِ / سِوانا / كَيْفَ قَرَأْتِ ضَميِرَ أَنا / قَبْلَ أَنا / كَيْفَ كَتَبْتِ وَأَشْعَلْتِ النُّورَ بِأَحْداقِ ٱلْعَتْمَهْ / يا سَيِّدَةَ ٱلْوَجَعِ ٱلْموغِلِ فِي أَزْمِنَةِ ٱلْأَرْضِ / وَفِي أَمْكِنَةِ ٱلْعَرْضِ ٱلْأَوَّلِ لِلْمَشْهَدْ / أَنا ما زِلْتُ أَنا لَمْ أَتَغَيَّرْ / مُنْذُ ٱلْتَقَتِ ٱلْكَلِماتُ مَعَ ٱلْكَلِماتِ / وَمُنْذُ احْتَوَتِ ٱلْحَرَكاتُ السَّكَناتِ / وَمُنْذُ عُصورِ النَّجْمَةِ لَحْظَةَ أَنْ وُلِدَتْ / مِنْ رَحِمِ ٱلْمَعْنَىٰ فِي فَجْرِ تَجَلِّيها .
وَٱلْآنَ .....
أَراكِ سِواكِ فَلَسْتِ سِوىٰ مَنْ كانَتْ قُرْبِي تَمْشي بِي لِمَتاهَتِنا / أَنْتِ ٱلْآنَ سِواكِ فَما أَعْرِفُ مِنْكِ سِوىٰ / ما يَتَوالَدُ مِنْكِ وَيَسْري لَهَبًا يُشْعِلُ بَوْحِي / لا تَقْتَرِبِي أَكْثَرَ ﻓﹷﭑلْبَحْرُ سَيَطْغىٰ وَٱلْمَدُّ يَسُدُّ ٱلْآفاقَ / وَأَنْتِ عَلى الشَّطِّ كَلامٌ قيلَ قَديِمًا / يا أَنْتِ / هُنا مَمْلَكَتِي وَحْدي / مَمْلَكَتِي أَنْتِ أَنا / لَيْسَ لِغَيْري إِلاَّكِ خُطىٰ لُغَةٍ فيها / ﻓﹷﭑبْتَعِدي ٱلْآنَ إِلَيَّ سَريعًا / سَيَهُبُّ ٱلْإِعْصارُ قَريبًا / لا أَسْمَحُ أَنْ يَتَدَفَّقَ مَعْنًىٰ فِيَّ سِوىٰ مَعْناكِ أَنا / أَفْهَمُ ما يَرِدُ ٱلْآنَ عَلَيَّ وَلا أَسْأَلُ أَوْ أَتَساءَلُ / ﻓﹷﭑلْقَوْلُ هُنا قالَتْهُ ٱلْأَلْسُنُ كُلاًّ / ما بَقِيَتْ لُغَةٌ ما قالَتْ قَوْلَ حُروفِكِ يا أَنْتِ / وَلكِنْ لَمْ تَثْبُتْ لِلَهيبِي فَأَنا ما زِلْتُ أَنا / دونَ حِيادٍ فِي ٱلْفِكْرَةِ دونَ حِيادٍ فِي حَرْفِي / مَعْنايَ عَلى وَجْهِ حُروفِي يَنْطِقُنِي وَحْدي / وَلِذا لَنْ نَتَوَحَّدَ حَتَّى تَأْتينِي / أُفُقًا لَمْ يُشْرِقْ بَعْدُ عَلى فِكْرٍ وَخَيالٍ / أَوْ ﻓﹷﭑنْتَثِري فِي فَلَكٍ يُشْبِهُ ما قالَتْ / مَنْ نَطَقَتْ وَٱمْتَشَقَتْ سَيْفَ ٱلْكَلِماتِ / لِتَقْطَعَنِي ﺑﹻﭑلْكَلِماتِ / وَتَنْطِقَنِي غَيْري كَيْ تَتَهَجَّىٰ جَسَدي / فِي حَضْرَةِ أَحْرُفِها الثَّكْلىٰ / لا وَقْتَ لَدَيَّ ٱلْآنَ / لِأَبْكي فَوْقَ دَمِ ٱلْحَرْفِ ٱلْمَشْنوقِ / بِذاكِرَةِ ٱلْمَطَرِ ٱلْجائِعِ فِي عِزِّ التُّخْمَةِ / لا وَقْتَ لَدَيَّ لِأُوْقِظَ حَرْفِي / مِنْ مَوْتَتِهِ ٱلْحالِيَّةِ / ﻓﹷﭑنْتَشِري فِيهِ أَوِ ٱخْتَمِري / فِي مُقْلَتِهِ / لا تَتَشَظِّي لا تَرْتَجِّي / فَدِماءُ حُروفِي غَلَيانٌ فِي كانونَ يُساقِطُ نارًا / ﻓﹷﭑلْتَحِمي بِالنَّارِ لِتَنْصَهِري ﺑﹻﭑلْحَرْفِ وَنَعْبُرَ مِنْ أَنْفُسِنا صَوْبَ أَنا أَنْتِ فَأَنْتِ أَنا.
*****
اَشْعِلينِي فَضاءً مَدَىٰ / وَٱسْقُطي فَوْقَ روحي ظِلالاً / وَكونِي غِلالاً / وَطيري جَلالاً / وَجوزي حُضوري وَهاتِي غِيابِي أَنا / لا تَقولِي كَفىٰ / ﻓﹷﭑلْهَوىٰ ما ٱكْتَفىٰ / وَٱشْتِعالِي هَمىٰ / فيكِ مِحْرابُ روحي ٱسْتَوىٰ / ﻓﹷﭑمْلَئي وَجْهَ روحي شَجَنْ / وَٱمْسَحي الدَّمْعَ إِنِّي هُنا / يا نَشيدي أَنا / يا أَنا وَٱعْزِفِي لَحْنَنا قُبْلَةً مِنْ سَنا / نَوِّعي الَّلحْنَ وَٱمْضي بِنا / وَجْهَ طِفْلَيْنِ وَجْدًا / كَبيِرَيْنِ حُبًّا وَعِشْقًا سَما / وَجِّهي ٱلْعَزْفَ نَحْوَ ٱلْوَسَطْ / يَأْتِ مَوْجًا عَلى صَفْحَةِ ٱلْأُفْقِ / يَقْطُرْ نَشيدُ الشِّفا / وَٱسْدِلِي فَوْقَنا ساتِرًا مِنْ غَسَقْ / وَٱفْرُشي تَحْتَنا فَرْشَةً مِنْ أَلَقْ / وَٱنْشِدي .. فاعِلٌ ... قَدْ سَبَقْ.
*****
يَتَبَدَّلُ ٱلْإِيقاعُ / وَٱلْوَتَرُ ٱلْقَديِمُ يُراوِغُ الثَّغْرَ ٱلْمُسافِرَ فِي حَنايا ٱلْفِكْرِ / ﻓﹷﭑنْتَصِبِي هِلالاً فِي شَمالِ الرُّوحِ / شَمْسًا فِي مَدارِ ٱلْحَرْفِ / أُغْنِيَةً لِزِرْيابَ ٱلْمُسافِرِ فِيَّ / وَٱكْتَمِلي شِراعًا فِي مَنافِي أَحْرُفِي / مُدِّي أَصابِعَ فَجْرِنا / سَطْحُ ٱلْخَليقَةِ ﮔﭑلْمُحيطِ فَهَدْهِدي / وَتَلَوَّنِي أَوْ لَوِّنِي شَمْسَ الصَّباحِ بِأَبْيَضِ الرُّوحِ الَّتِي سالَتْ / وَلَمْ تُبْحِرْ جُنونًا فِي ٱلْمَدىٰ / تَطْلُعْ جَنوبًا فِي الصَّدىٰ / تَنْبُعْ دُعاءً فِي ٱلْهُدىٰ / ضُمِّي قِناعَكِ عَنْ سَوادٍ / اِقْرَئي فيما تَأَخَّرَ مِنْ شُروقٍ / وَارْفَعي ذاكَ ٱلْخِمارَ عَنِ الرُّؤىٰ / قَدْ أَشْرَقَتْ سُبُلُ ٱلْكَلامِ تَقَدَّمي / ضَوْءُ ٱلْيَراعَةِ جازَ جَوْزاءَ ٱلْجَمالِ تَساقَطي / وَتَناثَري حَبَبًا عَلى مِحْرابِ أُغْنِيَتِي أَنا / فَسِواكِ لا أَنا .
*****
ﻓَﭑدْخُلي الرُّوحَ وَٱقْرَأينِي صَهيلاَ ...
يَطْلُعُ ٱلْفَجْرُ / مِنْ سَوادٍ تَلَظَّى مُشْرِقَ ٱلْحُزْنِ يَسْتَوي / كَفَضاءٍ غاصَ فِي صَدْري قَبْلَ أَنْ تَسْحَبينِي مِنْ جَبينِي / وَتَزْرَعينِي صَباحًا فِي الضُّلوعِ الَّتِي تَقولُ أَنا / أَنْتِ أَنا ٱسْتَلِّي وَجْهَ أُغْنِيَتِي وَٱشْتَعِلي فِيَّ مَوْطِنًا لِصَليلٍ صاهِلٍ فِي ٱلْعُروقِ وَٱنْبَعِثي فِي شُرْفَةِ ٱلْقادِمِ الَّذي يُنْبِتُ الْحُبَّ مُروجًا جَوْفَ الشَّرايِيِنِ خَضْراءَ كَما شِئْتِ . أَغْرِقينِي وُضوءًا مُسْتَحيلاً يُحيلُنا سَلْسَبيلاً كَوْثَرًا فاضَ فِي الِّلقاءِ طَغىٰ وَٱسْتَجْلَبَ الضَّوْءَ مِنْ جُنونٍ يَجيءُ .
*****
وَكونِي رَمادَ ٱلْهَوىٰ وَرَمادي ...
أَنايَ مَعِي ٱلْآنَ تَتْلو عَلَيَّ صَباحَ ٱلْجَمالِ / وَتَرْنو بِطَرْفٍ كَلِيلٍ / نَوافِذُ قَلْبِي مُشَرَّعَةٌ يا أَنايَ / فَهاتِي زَمانًا جَديدًا / عَسىٰ يَحْتَوينا / عَسىٰ يَسَعُ ٱلْقَلْبَ / يَحْضُنُنا زَهْرَتَيْنِ رَبيعِيَّتَيْنِ / لِيَأْتِيَنا فَجْرُنا سُحُبًا مِنْ سَعيِرِ الشُّعورِ وَلَحْظَةَ مَوْتٍ تُعيدُ ٱلْحَياةَ / وَتَجْتازُ نَحْوَ تُخومٍ عَرَفْنا / غَرِقْنا هُناكَ عَلى حَدِّها بَيْنَ مَوْتٍ أَطَلَّ عَلَيْنا بِنَكْهَتِهِ / وَحَياةٍ تَغيبُ وَتَرْجِعُ فينا / وَنَحْمِلُنا ﮔﭑلْأَغانِي ٱلْجَديدَهْ / دَعينِي أَجِنُّ قَليلاً بِما تَسْكُبيِنَ عَلى وَجْهِ قَلْبِي / وَما تَرْفَعيِنَ مِنَ ٱلْحَرْفِ / تَأْتِي حُروفُكِ فِي حَضْرَةِ ٱلْآنَ نَعْفَةَ فَجْرٍ / وَتَسْقُطُ فَوْقَ مُروجِ حُضوري / تُعَلِّمُنِي كَيْفَ أَقولُكِ فِي كُلِّ آنٍ جُنونًا جَميلاً /
وَكَيْفَ يَكونُ مَقولِي ٱنْتِشاءً جَديدًا / وَكَيْفَ نُعيدُ إِلَيْنا الَّذي كانَ فينا نَخيلاً / وَكَيْفَ نَكونُ أَنا أَنْتِ جِيلاً فَجِيلاَ / تَعالَيْ إِلَيَّ فَوَجْهي دَليلُ شُروقِ ٱلْهَوىٰ / فَانْزِعي فِضَّةَ ٱلْكَلِماتِ وَقولِي اكْتَفَيْنا فَعولاَ .
اَلْآنَ ... تَطْلُعُ ٱلْأَغانِي مُسْرَجاتٍ بِأَنا ... ﻓﹷﭑسْتَعْجِلي ....
هٰذا زَمانٌ نَحْنُ مَنْ يَكْتُبُهُ / كَما نَشاءُ قُبْلَةً وَهَمْسَةً / وَشَذَراتُ عِشْقِنا نَسْكُبُها فَوْقَ شِفاهٍ /لَمْ تَزَلْ فِي قِمَّةِ ٱنْفِجارِها / فِي قِمَّةِ ٱشْتِعالِها / وَنَحْنُ فيها مِرْجَلٌ مِنْ عَبَقٍ / وَالَّليْلُ فِي ٱلْبَعيدِ يَرْتَقِبُ لَحْظَةً مِنَ ٱلْغَفا بِنا / فَلا تَنامي ٱلْآنَ خَطْوُ الَّليْلِ يُوقِدُ ٱلْمَدىٰ / كُونِي صَهيلي كَيْ أَكونْ ....
سَيِّدَةَ ٱلْقَلْبِ هُنا / آتيكِ ما يَجْلو غَمامَ الرُّوحِ / أُشْعِلُ فَضاءَ ٱلْحَرْفِ / نَمْشي فيهِ عَصْرًا مِنْ خُلودٍ مُسْتَطيلٍ / يَبْدَأُ الَّلحْظَةَ مِنْ بُزوغِنا فِي شُرْفَةِ النَّايِ قَناديلَ وَفا ...
يا أَنْتِ يا .... وَٱحْتارَ حَرْفِي فيكِ / إِذْ فاضَ فُؤادي بِكِ / وَٱسْتَراحَ فينا ما نَقولْ.
فَرَتِّلي فِي مَسْمَعي / وَٱسْتَنْشِقي كَيْ تَغْرَقي / وَٱسْتَغْرِقي زَمانَنا / وَٱسْتَرْجِعي مَوَّالَنا ٱلْأَوَّلَ / فِي بابِ الصُّعودِ نَحْوَنا.
*****
وَٱسْتَعيدي رَوْعَةَ ٱلْمَوَّالِ فينا ...
وَٱرْفَعي ٱلْقَلْبَ إِلَى ٱلْقَلْبِ / وَضُمِّي الرُّوحَ لِلرُّوحِ وَقولِي / ما يُريدُ ٱلْوَجْدُ شِعْرًا / كَيْ نَكونَ ٱلْآنَ فَجْرًا / وَٱنْثُري مَعْنَىٰ ٱلْكَلامِ ٱلْعَذْبِ عُمْرًا / وَٱهْجُري أَنْدَلُسَ ٱلْعِشْقِ فَقَدْ عاشَ طَويلاَ ... وَتَعالَيْ نَرْفَعُ ٱلْعِشْقَ / بَساتينًا / نَخيلاَ / أَنا يا أَنْتِ / أَنا أَنْتِ / فَرُدِّي عَنْ نَقاءِ ٱلْعِشْقِ ما قَدْ غَشِيَ ٱلْعِشْقَ هُنا / مِنْ صورَةِ ٱلْعَصْرِ قُرونًا / وَٱكْتُبِي قَدْ عادَ ذاكَ ٱلْعَصْرُ تَذْكارًا ثَقيلاَ ...
جَنَّتِي ... فِرْدَوْسُ ... عُمْري ...
صارَ طَعْمُ ٱلْعِشْقِ فَجْرًا يَسْتَبينِي / فَخُذينِي / وَٱلْبِسينِي حُجَّةَ ٱلْعِشْقِ الَّذي قَدْ كانَ فينا مُسْتَحيلاً / وَٱغْمُري عُمْري / عُروقُ ٱلْقَلْبِ ظَمْأىٰ / ﻓﹷﭑسْكُبِي ٱلْماءَ عَلَيْكِ ٱلْآنَ / كونِي غَيْمَةً تَرْوي رَحيلي فيكِ / تُغْرينِي ٱنْعِتاقًا مِنْ زَمانٍ لَمْ تَكونِي فيهِ ظِلِّي / لَمْ تَكونِي وَجْهَ تَكْوينِي وَكَوْنِي / وَٱنْصِهاري / وَٱنْشِطاري / فَوْقَ أَحْلامِ ٱلْمَدينَهْ .
*****
وَصُبِّي كَأْسَ أُغْنِيَتِي الَّتِي تَأْتِي ...
وَغَنِّي مِثْلَما كُنَّا لَدَى ٱلْغَفَواتِ تَرْتيلاَ / وَهاتِي نايَ فَجْرِ الرُّوحِ / غَنِّينِي فَقَدْ سَكَتَتْ عَصافيِري / عَلى أَغْصانِ أَوْرِدَتِي / عَلى أَهْدابِ أَحْرُفِنا الَّتِي قالَتْ / بِأَنَّا وَجْهُ مَنْ غَبَروا / وَمَنْ فِي دَوْحِنا مَرُّوا / وَما عَبَروا / إِلَى ساحاتِ مَمْلَكَةٍ مُمَرَّدَةٍ / تَحُفُّ بِها أَمانينا وَتُحْيينا / وَتُحْيي الرُّوحَ تَسْكُبُها / عَلى غَسَقٍ / عَلى سَحَرٍ / لِتُنْشينا / فَصُبِّي كَأْسَ أُغْنِيَتي وَغَنِّيني ...
وَكونِي يا مَهاةَ ٱلْقَلْبِ أَفْراحًا تُداوينِي / وَصُبِّي فِي فَمِي ٱلْقُبُلاتِ غَطِّينِي / وَضُمِّي الرُّوحَ لِلرُّوحِ ٱسْتَرِدِّيها / فَكَمْ تاهَتْ بِغُرْبَتِها / وَكَمْ ظَمِئَتْ وَكَمْ جاعَتْ / وَكَمْ حَلُمَتْ وَكَمْ سَهَدَتْ / وَلَمْ تَيْأَسْ مِنَ الُّلقْيا / مِنَ السُّقْيا فَرَوِّينِي / وَصُبِّي كَأْسَ قَلْبَيْنا / وَهاتِي لَحْنَنا ٱلْآتِي وَغَنِّينِي / فَفيكِ ٱلْآنَ قَدْ سَطَّرْتُ أُغْنِيَتِي / وَفِيكِ ٱلْآنَ قَدْ تَمَّتْ تَلاحينِي.
الشاعر محمود مرعي- شاعر المنتدى
- عدد المساهمات : 1738
نقاط العضو : 2456
السٌّمعَة العضو : 0
تاريخ التسجيل : 07/09/2009
الموقع : makha-panet.alafdal.net
العمل/الترفيه : شاعر
رد: دَوْرَةٌ كامِلَةٌ فِي ٱلْمَقام ـ شعر : محمود مرعي
@ واو واو @ وكأنك أشعلت لهب الأمل بسيجارة = وتلذذتها عندما ارتوت انفاسك بسراجة @ لا بد ان ما في قلبك عجز عنة قلمك @ كم هناك من نسمات للعشق تبعثرت للهوى @ هل تلتقتها من حروف وتجمعها لتصف المعنى @ اعرف إنك لو جمعت حرفا يتبعة فتحة كسرة ضمة وتشكيل تام لتصف فؤادك لن تصف سوى نزف أملك خلف هذة الحروف المتعانقة لوجود روحا تتبع الماضي وتجعلة حاضر @ أسف على تعبيري @ بجد كل الأحترام على ما قدمت لنا من سكب الحروف وانا اتلذذ شربها @ لعلها تعود كاسات سكري لموت العشق @ تقبل مروري @
رد: دَوْرَةٌ كامِلَةٌ فِي ٱلْمَقام ـ شعر : محمود مرعي
تحية تقدير واعتزاز بك اخي حبيب الروح
لك مني كل الشكر والمودة
دمت متألقا مبدعا
ملاحظة اخي : في توقيعك اخر جملة وردت هذه العبارة
(والعلم عند اللة ) كلمة الله تكتب بالهاء وليس بالتاء المربوطة
لك مني كل الشكر والمودة
دمت متألقا مبدعا
ملاحظة اخي : في توقيعك اخر جملة وردت هذه العبارة
(والعلم عند اللة ) كلمة الله تكتب بالهاء وليس بالتاء المربوطة
الشاعر محمود مرعي- شاعر المنتدى
- عدد المساهمات : 1738
نقاط العضو : 2456
السٌّمعَة العضو : 0
تاريخ التسجيل : 07/09/2009
الموقع : makha-panet.alafdal.net
العمل/الترفيه : شاعر
رد: دَوْرَةٌ كامِلَةٌ فِي ٱلْمَقام ـ شعر : محمود مرعي
@ شكرا أخي على التصحيح اللغوي = بصراحة مو شاطر بالعربي كتير @ تحياتي إلك لتقبل مروري البسيط @
مواضيع مماثلة
» شعر : محمود مرعي
» نبأ هاام - الشاعر محمود مرعي
» من قصيدة ـ كفر قاسم جل الشهيد ـ للشاعر محمود مرعي
» شيخي أحبك في الرحمن ـ شعر : محمود مرعي
» أَفِقْ أَيُّها الشَّرْق * / شعر : محمود مرعي
» نبأ هاام - الشاعر محمود مرعي
» من قصيدة ـ كفر قاسم جل الشهيد ـ للشاعر محمود مرعي
» شيخي أحبك في الرحمن ـ شعر : محمود مرعي
» أَفِقْ أَيُّها الشَّرْق * / شعر : محمود مرعي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى