أنا الحيرانُ في أمري

من طرف **لست روميو** السبت سبتمبر 26, 2009 12:38 am

غيومي أمطرتْ حُزنًا، لِسُقْيا عاشِقٍ قدْ خلَّدَ الذكرى
إلى أنْ باتَ جثمانا...
يعيشُ ملاحقًا عِشقًا، يعاني منهُ حِرمانا...
فتأتي الغيمةُ الكبرى، وتسألُ ذاكَ في خوفٍ، أما تحكي أما تشكو؟! فعلَّ البوحَ يشْفيكَ، فتنجو نفسُ من عانى...

فغنَّى لائِعًا يشكو كثيرَ الشوقِ والصبرِ...:
أنا الحيرانُ في أمري، بلا قدرٍ أسيرُ،
بلوعةٍ أجري...
فتاهت فرحتي عنِّي،لألقى المُرَّ من عمري...
وأمضي نحوَ حِرمانٍ، وأمضى نحوَ قُضبانٍ
وما أدري...
فطعمُ الحزنِ في كأسي، بهِ موتٌ وأشربُهُ بلا وقفٍ،
وأدْمنُهُ وأحسِبُهُ يضاهي لذَّةً خمري...
وذاتُ اليومِ ألقاهُ، وذاتُ الحالِ أحياها،
فبينَ الشكِّ مرهونٌ، وبينَ براثِنِ الغدْرِ...
قوارِبُ شوقنا انْدثرَتْ، سفينةُ عشقنا بادتْ، أمِنْ مدٍّ؟!
أمنْ جزرِ؟!...
وتِلكَ سيوفُها الصدْأى تشيدُ الموتَ في
قلبي، وتمحو كلَّ
آمالي، وتفتكُ بي على عجلٍ، لتبدو جنَّةُ القلبِ
كما القبرِ...
وذكراها تُثيرُ النارَ في ذهني وفي صدري...

فأحيا عاشِقًا ألمي،
ويبقى رملُ أحزاني يُضايقني، فذا فرحي كأمواجٍ،
يموتُ إذا دنا منِّي.
وأيَّامي معذَّبةٌ فشوك الوردِ يُدميها، ويخنقُها
كأنَّ الموتَ يُغشيها...

فذاكَ اليومُ إذ وقفَتْ أمامَ العينِ واختطفَتْ عيونًا
طالما زهدتْ، وفي لحظٍ ولم ألحظْ
رياحُ الوجدِ قد عصفتْ...
وحلَّتْ في دمي طيفًا، وحلَّ التوقُ للرؤيا،
وتلكَ العينُ ما طرفتْ...
فؤادي باتَ يعشقها، ونبضاتي لها هتفتْ...
سريعًا نحوها أمشي،
ولمْ أعلمْ بأنَّ النفسَ صوبَ دمارها
تدنو.
أتيْتُ مُسائلاً قربًا، بهمسِ الحُبِّ أعلمها،
وليتَ الموتَ وافاني قبيلَ اللفظِ يا وجعي،
فهذي النفسُ قد ظلمتْ،
وتُجزى سوءَ ما اقترفتْ...
وقدْ بدأتْ أميرةُ قلبيَ المسلوبِ قصَّةَ عشْقنا الزائفْ،

تحلُّ الصبحَ في عُمري، تعانقني تداعبني، تقرِّبني
إلى صدرٍ إلى وجهٍ، وتسقيني لمى شفةٍ
بهِ شهدٌ بهِ خمرٌ، فتُسكرُني
وتأسرُني...
ويأتي الليلُ يوجعُني، وترحلُ عن هوى مدني
وتنثرُ كلَّ أشلائي، تقول الحالُ أعياها، وترحلُ
ما تودِّعُني...
وتأتي اللحظةُ النكراءُ تهجرُني...
تُزيلُ رفاتَ
أحلامي، وتمحو العشْقَ من قلبٍ هو الجاني،
بسيفِ الغدرِ تقتلـُني...
تُثيرُ النارَ من حولي، ويحرقُ غدرها سُفني...
فتهفو الرُّوحُ للُّقيا، ويغفو حائِرًا أملي، وتصمتُ كلُّ
أجزائي، فقد آثرتُ كِتمانا...

وصارَ الشوقُ نائبةً تشقُّ فؤاديَ الدامي، حسبْتُ العشْقَ أغنيةً بها أشدو، وكانَ الطيشُ
في فكري، فكانت لوعتي نزقي...
ذكتْ ناري وما زالتْ، وذاتُ الأمرِ يسكنني، وكلُّ البيتِ يرثيني لبعدِ النومِ عن عيني.
وسائدُ بيتِنا تشكو إذِ ابتلعتْ جفافَ حروفها الثكلى، وهذي العينُ تهلكني
تعاني الخوفَ في ليلٍ، وبرْدُ الهجرِ يقتلها، وكي تنجو تهاجمني، بسيفِ السهدِ تُدميني، وتغرقني بسيلِ الوجدِ والأرقِ...
وقاتِلتي تزيدُ همومَ مذبوحٍ، ويُعجبها هواني ترتضي غرقي...

مضى عامٌ على وجعي، فأنسى لحظةً ناري،
وآتي نحوَ أفراحٍ، وأبحثُ بينَ أوراقي على قلبٍ ليحويني،
فتأتي تلكَ قدْ ذُعرَتْ، تقول الشوقُ أرسلها، تقولُ بأنّها ندِمتْ، وترجو الصفحَ منْ قلبٍ بهِ غدرتْ،
وتبكي دمعَ تِمساحٍ لأصفحَ عن مساوئها، وأنسى الأمسَ والماضي. فأهلكُ مرَّةً أخرى، وأهفو مُسلمًا نفسي لمطرقةٍ تُحطِّمها. ويمضي الوقتُ في عجلٍ، بلا وجلٍ بلا خجلٍ، فتقطعُ كلَّ شريانٍ، تُمزِّقُ كلَّ أوردتي،
وترحلُ تلكَ تاركةً لتحصدَ موتَ أحلامي، وتجني لوعتي ثمرًا..

فيفْتكُ سوطُ أوهامي بأضلاعي، ويدنو
واصِلاً كبدي...
وتُنهكُ سكرةٌ جسدي...
وما أقوى على صبرٍ، وما أقوى على جلَدِ...

من طرف **نورس** السبت سبتمبر 26, 2009 3:15 am

وااااااااااااو كلااام فانتستيك

جد الله يوفئك,,,

والله يديمك شاااعر

مميز للمنتدى
واسعد الله اوقاااتك

ما أجمل نزفك أيها الشاعر
تتبعت القصيدة بحثا عن خلل فما عثرت فلله درك على هذا النفس
المغرق في جمالياته
لقد غبطتك على شاعريتك المحلقة
واسمح لي بهذه الملاحظات
قولك :

كأنَّ الموتَ يُغشيها...

هل قصدت الفعل ( يُغشي ) أم الفعل ( يغشى) ؟ وأرجح الثاني ( يغشاها)

وحلَّتْ في دمي طيفًا، وحلَّ التوقُ للرؤيا،

وتلكَ العينُ ما طرفتْ...

الرؤيا تختلف عن الرؤية ، وذكرك كلمة العين يشير الى أنك قصدت الرؤية أي الابصار وليس الرؤيا التي في المنام

وآتي نحوَ أفراحٍ، وأبحثُ بينَ أوراقي على قلبٍ ليحويني،
قولك ( على قلب ليحويني ) ربما ألجأك الوزن الى ايراد على بدل عن ، ذلك أن البحث يكون عن الشيء وليس عليه
ختاما : قصيدتك ابداع تجلى وكشف عن شاعر محلق ، فأتمنى لك المزيد من هذا النزف الجميل

من طرف **لست روميو** السبت سبتمبر 26, 2009 3:48 am

الأخت نورس
أشكرك على هذا المرور المميز والدائم
وأتمنى من الله ألا يحرمني منه أبدا

مودتي وتقديري واحترامي
تحياتي

من طرف **لست روميو** السبت سبتمبر 26, 2009 4:09 am

أستاذي الشاعر
محمود مرعي

والله من حقي أن يحسدني الآلاف والآلاف من هواة الشعر
فقد نلت شرفًا عظيمًا هذا اليوم
بمرورك بين كلماتي
وهو شرفٌ أعتز به كثيرًا
فكيف بي وأنت قد قرأت وبحثت وتمعنت
فمدحتني فوق ما أستحق
ونظرتَ إلى مواضع الخطأ عندي وما انتبه إليها أحدٌ غيرك
فقد رآها شعراء آخرين
ولكن ما انتبهوا، وربما انتبهوا وظنوني طالباً للإطراء لا غير
وأنا أشدُّ حاجةً لجرأتهم ونقدهم من مدحهم وإطرائهم
فلا زلت ناشئًا غرًّا، أبحثُ كلَّ ما يمكنه إفادتي
-------------------------------------------
لا أجد تعابيرًا لشكرك
ومع هذا
فالشاعر -كما تعلمت- عليه الدفاع عن شعره في بعض الأحيان
وهو نوعٌ من الجرأة التي أتمنى أن تعذرني فيها

بالنسبة لـ:
يغشاها... معك كل الحق فيها، وسوف أصلحها طبعًا

و
البحث عن... صحيحٌ ما قلته أستاذي
فكانت الأولى لجهلي
وأما الثانية لاضطراري، فلم أجد بديلا إلا تغير السطر كله، وربما تغيير الصورة من جذرها
فاضطررت أن أضعها هكذا على هذه الصورة
وأشكرك جزيل الشكر على هذا البيان الواضح
وعلى بحر علمك الوفير، والذي منحتني شرف النهل منه

بالنسبة لـ:
الرؤيا والرؤية
ما قلته أنت صحيحٌ تمامًا، وما تشوبه أية أخطاء
ولكن من الناحية التشبيهية فيما كتبت، كان مختلفًا قليلاً عما أخذته أستاذي العزيز

ما قصدته هو تماما ما تُشير إليه الكلمات
قصدت أن حلَّ التوق للنوم والحلم
وتلك العين ما طرفت
كان بها امتناعي عن النوم
أو امتناع النوم عني

إن كان في ذلك عيب من الناحية التشبيهية أو من ناحية أخرى
أرجو أن تذكرها لي
وطبعًا سآخذُ برأيك

ومن ناحية البحث عن
إن وجدت لي مخرجًا أستاذي
أرجو منك أن تتكرم علي بدفعي إليه
أو دفعه إلي

أشكرك من كل قلبي
وأتمنى لك خيرًا وصحة وعطاء وسرورا

تحياتي

من طرف **الزمن الحائر** السبت سبتمبر 26, 2009 4:37 am

صدقت عندما ذكرت بكرسي الاعتراف

حقيقه لست رميوو

قلملك قلم ذواااق

تحياتي لك

قصيدة في غااااااية الروعه

دمت لنا كاتب وشاعر ايها البطل

تسلم يمينك على ما خطت من ابداااع

تحياتي لك وننتظر جديدك

من طرف **شيخ الشباب** السبت سبتمبر 26, 2009 9:01 am

اطربني شجن سطورك!

.. جميله تلك السطور التي صففتها كـ انها جواهر تسطع بالروعه!

.
.
.

دمت مميزاً

..

من طرف **همسة ملاك** الإثنين سبتمبر 28, 2009 2:27 am

قصديه بكلماتها ومعانيها وطريقة عرض فكرتها

كانها قصه من اروع القصص لقمة التعبير بها

نزف من الحزن لكنه يجملها ويجعلها متألقه اكثر فاكثر

لكم كانت الحانها رائعه برقتها وعذوبة تسلسل الكلمات والمعاني بها

مـاقألق دائما بكتابتك وقصائدك الاكثر من رائعه ***بروعتك وتميزك

من طرف **لست روميو** الإثنين سبتمبر 28, 2009 7:57 pm

الأخت فتافيت سكر
أخي أحمد
الأخ شيخ الشباب
أختي همسة ملاك

مروركم زاد الصفحة نورًا وإشراقا
أشكركم جميعا على هذا المرور الجميل المتألق
لا حرمني الله منكم

تحياتي

من طرف كليف الأربعاء سبتمبر 30, 2009 6:57 pm

لست روميو
اخي جميل ما تكتب سلمت اناملك بتوفيق
اخوك كليف مهندسك مبيوتر ومشرف المنتدى
تحياتي لاخواني بلقدس الحبيبة
سعدت بقرأتة ما كتبت

من طرف **لست روميو** الأحد أكتوبر 04, 2009 1:41 am

أخي كليف
أهلا وسهلا بك
ازدادت الصفحة إشراقا من نور وجهك

تحياتي

اخ لست روميو الان انا اصبحت حيران في امري من كل هذا الجمال

جميل جدا ما كتبت اخي سلمت وسلمك الله يالي كلامك في محله

مشكور على الابداااااااع

حياك اله يا لست روميو

تسلم على الرد

من طرف **لست روميو** الخميس أكتوبر 08, 2009 12:26 am

[motr1]
أشكركم جميعا على عطور نثرتموها
وجمال بعثرتموه
على صفحتي المتواضعة
[/motr1]

من طرف **~ نـور ~** الخميس أكتوبر 08, 2009 6:57 pm

مضى عامٌ على وجعي، فأنسى لحظةً ناري،
وآتي نحوَ أفراحٍ، وأبحثُ بينَ أوراقي على قلبٍ ليحويني،

[size=21]عباراتك اخي قاتلة جداا..

عبارات تخترق القلب وتسبب له الالم والحيرة...

فصعب حدا ان تحاول وتحاول قتل حنينك لشخص معين ويعود هو..

بلا شعور بدموع لا تعرف مصدرها من اين..
..
ولانك فعلا احببت..

يسهل عليك جدا ان تعفو وتسامح..

..

جميلة هي قصيدتك أثارات الكثير من هواجسي...

وفتحت الكثير من جروحاااتي...

فكم من قاتل..

لا يعي ابدا ما سببوا...

ابدعت بما كتبت وبما سطرت..

تحياااااتي

[/size]

من طرف **لست روميو** الخميس أكتوبر 15, 2009 1:14 am

الأخت نور
مشكورة على المرور الجميل
والكلمات المفعمة بالحياة
والمليئة بالجمال
دمت بكل خير
تحياتي

أنا الحيرانُ في أمري

أنا الحيرانُ في أمري

رد: أنا الحيرانُ في أمري

رد: أنا الحيرانُ في أمري

رد: أنا الحيرانُ في أمري

رد: أنا الحيرانُ في أمري

رد: أنا الحيرانُ في أمري

رد: أنا الحيرانُ في أمري

رد: أنا الحيرانُ في أمري

رد: أنا الحيرانُ في أمري

رد: أنا الحيرانُ في أمري

رد: أنا الحيرانُ في أمري

رد: أنا الحيرانُ في أمري

انا الحيران

رد: أنا الحيرانُ في أمري

رد: أنا الحيرانُ في أمري

رد: أنا الحيرانُ في أمري

رد: أنا الحيرانُ في أمري

رد: أنا الحيرانُ في أمري