حكااية الذئب والضبع ,,
صفحة 1 من اصل 1
حكااية الذئب والضبع ,,
مرّ الذئب يوما ببئر و كان ظمآنَ لا صبر له على الماء ، فاقترب من البئر و نظر فإذا هي عميقة ، لا سبيل إلى بلوغ قاعها . فكّر الذئب فلم يهتدِ إلى حلّ ، و علم أنّه ميّت لا محالة إن لم يجد ماءً .
رأى الذئب دلوا مشدودة إلى حبل يتدلّى إلى أسفل البئر ، فقال في نفسه : إن أنا قفزت في الدّلو وصلت إلى الماء ، و شربت . لكنّي لن أقدر بعد ذلك على الخروج .
تراجع عن الفكرة إلى حين ، و لكنّ الظمأ اشتدّ به . فقال : إن أنا لم أشرب فسأموت دون شكّ ، و لكنّي سأموت و أنا ظمآن ، و إن أنا قفزت في الدلو و وصلت الماء و شربت فسأموت كذلك لأنّني لن أجد طعاما . الفرق الوحيد أنّني إن لم أشرب كان موتي عاجلا . و إذا أنا شربت فستطول حياتي أياما أخرى . فالموت محقّق في الحالتين ، و لكنّه في الحالة الثانية مؤجّل بعض الشيء ، ثمّ من يدري لعلّ الأقدار تأتي بما لا أعلم .
اقتنع الذئب بفكرته فقفز في الدّلو ، و في لحظة وجد نفسه في أسفل البئر . لم يترك الدّلو ، و لكنّه مدّ عنقه حتّى بلغ الماء فشرب حتّى ارتوى .
مرّت على الذئب أيام و هو في قاع البئر لا يجد طعاما يأكله ، و أحسّ بقرب هلاكه . و ليس أمامه من شيء يفعله سوى انتظار الموت . فأخذ يغنّي بصوت مسموع كأنّما يريد أن ينسى المصير المحتوم ، ثمّ لعلّه بالغناء يخف عنه الشعور بثقل الوقت ، إذ ليس له إلاّ البقاء معلّقا في الدلو طوال اليوم .
*****************
سمع ضبع كان يمرّ من المكان صوت الذئب . فقال : هذا صوت ذئب و لم أر ذئبا هنا منذ أيام .
بحث بنظره في جميع الجهات فلم ير ذئبا ، و لكنّ الصوت ما زال يصله . فقال : لا بدّ أن أجد هذا الذئب ، لعلّه يكون لي أنيسا في هذا القفر الموحش ، و قد أستعين به على صيد نصيب منه طعاما لأيام .
تثبّت الضبع الجهة التي يأتي منها الصّوت ، و سار نحوها . كان من حين إلى آخر يتوقّف ليتأكّد من أنّه يسير في الاتّجاه الصحيح ، و أنّه يتقدّم نحو مصدر الصّوت ، و لا يبتعد عنه . كان يعرف ذلك بارتفاع الصوت و وضوحه كلّما سار نحو مصدره .
حتّى إذا اقترب من البئر علم أنّ الصوت آت من قاعها ، فأطلّ و صاح :
ـ مَن هناك ؟
فجاءه صوت الذئب :
ـ أنا الذئب ، و أنت ! مَن تكون ؟
ـ أنا الضبع ، ألم تعرفني ؟
ـ آسف يا صديقي ، فأنا مشغول ، إلى درجة كبيرة .
ـ و ماذا يشغلك يا تُرى ، و أنت في قاع بئر ؟
قال الذئب متنهّدا :
ـ إيه ، لو علمت حقيقة الأمر يا ابن عمّي ما قلت مثل هذا القول ، و لكنّك معذور .
فكّر الضبع في الأمر ، و قلّبه ، و قال في نفسه :
ـ لا شكّ أنّ هذا الماكر يخفي عنّي أمرا مهمّا ، و لكنّي لن أدعه حتّى أعلم ما يخفيه.
فعاد يسأل الذئب متوسّلا :
ـ سألتك بالقرابة التي كانت بين جدّي و جدّك أن تخبرني بالأمر ، و أعدك أن يبقى الأمر سرّا بينا .
و لكنّ الذئب أظهر المزيد من التمنّع ، حتّى استوثق من الضبع بالأيمان الغليظة ألاّ يخبر أحدا ، ثمّ قال :
ـ اعلم يا ابن عمّي أنّني أعيش هنا منذ زمن ، لا ينقصني شيء .
فسأل الضبع :
ـ و كيف تعيش في هذا المكان ؟ و كيف تجد طعامك في هذه البئر العميقة ؟
فقال الذئب بعد أنّ ألحّ على الضبع في الكتمان :
ـ لقد وقعت على وليمة عظيمة ، لا أظنّها تنتهي مهما بقيتُ هنا . فأنا آكل من هذه الوليمة و أشرب من ماء البئر ، وأعيش عيشة هنيئة ، أين منها ما كنت أعانيه من شظف العيش ، و شحّ الطرائد عندما كنت أعيش خارج البئر .
قال الضبع متوسّلا :
ـ هلاّ أعلمتني بحقيقة هذه الوليمة ، فقد أسلت لعابي ، و هيّجت شهيتي ؟!
قال الذئب :
ـ لهذا كنت أتردّد في إخبارك بالأمر لأنّني أعلم أنّ فضولك لن يقف عند حدّ .
قال الضبع :
ـ سألتك بما بيننا من أواصر القربى إلا ّما أعلمتني ، و أعدك أنّي لن أخبر أحدا . و لن أسألك المزيد .
عندها قال الذئب :
ـ الحقيقة أنّني وقعت على قطيع من الخرفان يكفي لسنوات .
قال الضبع للذئب :
ـ أليس في قلبك رحمة يا ابن العمّ فأنا أكاد أقضي من السغب ، و أنت هنا تأكل الخرفان ، بل تدّخرها لسنوات أخرى .
قال الذئب :
ـ هذا ما كنت أخشاه ، لقد وصلنا إلى بيت القصيد . لهذا ما أردت إخبارك . و لكنّ الخطأ خطئي ، لو أنّي التزمت الصمت و لم أرفع صوتي بالغناء ، ما سمعتني و لا وقفت على حقيقة الأمر و لبقيت أنا أعيش في هناء و سعة . فماذا تريد مني الآن ؟
قال الضبع :
ـ أن ترسل إليّ القليل ممّا لديك ، القليل فقط ، أسدّ به رمقي قبل أن أموت جوعا ، و سأتركك و أنتقل إلى مكان آخر لأبحث عن صيد أو جيفة أستولي عليها من ثعلب أو ابن آوى ، أمّا الذئاب فهم أبناء عمّ و لا أعرض لهم أبدا ـ قال ذلك تملّقا و ليس صدقا ـ .
قال الذئب :
ـ كيف تريدني أن أرسل إليك طعاما و البئر عميقة ؟
قال الضبع :
ـ فماذا ترى ؟
قال الذئب :
ـ الحلّ الوحيد أن تقفز في الدلو الأخرى التي تراها معلّقة على خشبة البئر .
قال الضبع :
ـ أليس في الأمر خطر ؟
قال الذئب :
ـ كيف تقول ذلك ، و أنا قد استعملت هذه الطريقة قبلك ، و وصلت إلى حيث أنا بسلام .
لم يتردّد الضبع كثيرا فقفز في الدّلو و وجد نفسه ينزل إلى قاع البئر .
في منتصف الطريق اعترضه الذئب صاعدا في دلو أخرى ، فقال الضبع :
ـ إنّي أراك تصعد يا ابن العمّ و أنزل .
قال الذئب :
ـ أنا الذئب ، و أنت ! مَن تكون ؟
ـ أنا الضبع ، ألم تعرفني ؟
ـ آسف يا صديقي ، فأنا مشغول ، إلى درجة كبيرة .
ـ و ماذا يشغلك يا تُرى ، و أنت في قاع بئر ؟
قال الذئب متنهّدا :
ـ إيه ، لو علمت حقيقة الأمر يا ابن عمّي ما قلت مثل هذا القول ، و لكنّك معذور .
فكّر الضبع في الأمر ، و قلّبه ، و قال في نفسه :
ـ لا شكّ أنّ هذا الماكر يخفي عنّي أمرا مهمّا ، و لكنّي لن أدعه حتّى أعلم ما يخفيه.
فعاد يسأل الذئب متوسّلا :
ـ سألتك بالقرابة التي كانت بين جدّي و جدّك أن تخبرني بالأمر ، و أعدك أن يبقى الأمر سرّا بينا .
و لكنّ الذئب أظهر المزيد من التمنّع ، حتّى استوثق من الضبع بالأيمان الغليظة ألاّ يخبر أحدا ، ثمّ قال :
ـ اعلم يا ابن عمّي أنّني أعيش هنا منذ زمن ، لا ينقصني شيء .
فسأل الضبع :
ـ و كيف تعيش في هذا المكان ؟ و كيف تجد طعامك في هذه البئر العميقة ؟
فقال الذئب بعد أنّ ألحّ على الضبع في الكتمان :
ـ لقد وقعت على وليمة عظيمة ، لا أظنّها تنتهي مهما بقيتُ هنا . فأنا آكل من هذه الوليمة و أشرب من ماء البئر ، وأعيش عيشة هنيئة ، أين منها ما كنت أعانيه من شظف العيش ، و شحّ الطرائد عندما كنت أعيش خارج البئر .
قال الضبع متوسّلا :
ـ هلاّ أعلمتني بحقيقة هذه الوليمة ، فقد أسلت لعابي ، و هيّجت شهيتي ؟!
قال الذئب :
ـ لهذا كنت أتردّد في إخبارك بالأمر لأنّني أعلم أنّ فضولك لن يقف عند حدّ .
قال الضبع :
ـ سألتك بما بيننا من أواصر القربى إلا ّما أعلمتني ، و أعدك أنّي لن أخبر أحدا . و لن أسألك المزيد .
عندها قال الذئب :
ـ الحقيقة أنّني وقعت على قطيع من الخرفان يكفي لسنوات .
قال الضبع للذئب :
ـ أليس في قلبك رحمة يا ابن العمّ فأنا أكاد أقضي من السغب ، و أنت هنا تأكل الخرفان ، بل تدّخرها لسنوات أخرى .
قال الذئب :
ـ هذا ما كنت أخشاه ، لقد وصلنا إلى بيت القصيد . لهذا ما أردت إخبارك . و لكنّ الخطأ خطئي ، لو أنّي التزمت الصمت و لم أرفع صوتي بالغناء ، ما سمعتني و لا وقفت على حقيقة الأمر و لبقيت أنا أعيش في هناء و سعة . فماذا تريد مني الآن ؟
قال الضبع :
ـ أن ترسل إليّ القليل ممّا لديك ، القليل فقط ، أسدّ به رمقي قبل أن أموت جوعا ، و سأتركك و أنتقل إلى مكان آخر لأبحث عن صيد أو جيفة أستولي عليها من ثعلب أو ابن آوى ، أمّا الذئاب فهم أبناء عمّ و لا أعرض لهم أبدا ـ قال ذلك تملّقا و ليس صدقا ـ .
قال الذئب :
ـ كيف تريدني أن أرسل إليك طعاما و البئر عميقة ؟
قال الضبع :
ـ فماذا ترى ؟
قال الذئب :
ـ الحلّ الوحيد أن تقفز في الدلو الأخرى التي تراها معلّقة على خشبة البئر .
قال الضبع :
ـ أليس في الأمر خطر ؟
قال الذئب :
ـ كيف تقول ذلك ، و أنا قد استعملت هذه الطريقة قبلك ، و وصلت إلى حيث أنا بسلام .
لم يتردّد الضبع كثيرا فقفز في الدّلو و وجد نفسه ينزل إلى قاع البئر .
في منتصف الطريق اعترضه الذئب صاعدا في دلو أخرى ، فقال الضبع :
ـ إنّي أراك تصعد يا ابن العمّ و أنزل .
قال الذئب :
ـ ذاك شأن الدنيا يا أخي .
تعابير الغرام- المشرف العــام
- عدد المساهمات : 4119
نقاط العضو : 4344
السٌّمعَة العضو : 6
تاريخ التسجيل : 10/09/2009
العمر : 35
الموقع : حبي الاول والاخير هناا
العمل/الترفيه : مــووتــي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى