نـﮩر من الأصدقـاء

~[b]~

[/b]

كـ سحابة صيف كانت كلماته ، تماماَ كـ حبات الندى التي خرجت من ثغره لتخترق أفئدتي ، و تأخذني لداخل خلياته ، شعرت حينها بأنني أتنفسه ، بأنني أنا دماءه ، بأني كنت (هوّ) . لماذا يأخذنا الحب لدوامه ننسى دوماً من أين بدأت ، و ننسى أيضاً ان كنا نريدها أن تنتهي؟ هل الحب فعلاً أجمل إن عاش بلا هوية ، بلا ملامح .. لا لا أظن !

أتوق لذوبان قطعة السكر التي أريد ، أن أشعر بها تذوب في فمي حتى تتلاشى في طقوس ابتساماتي التي أرى نفسي أرسمها و أنا أتلذذ بها و أغمض عينّي في لحظة لـذة لا تمحى من الذاكرة . ابتسامة عميقة تنعش الروح العطشى و تقتل إسهاب الموت الذي يتطوف بأجزاءها.

غمرتني رسالات صديقاتي في الفترة القصيرة الماضية ، التي كانت تحمل في طياتها تعقيبات عن ما قرأنه في مدونتي ، كل ما أستطيع وصف كلماتهن به ، عذوبتها .. رقتها .. جمال صياغتها .. كل ما كتبنه عنى لي الكثير ، و أعني بالكثير "الكثير الوفير" . أشعرتني تلك الحروف العميقة المعنى، بأن حروفي انسكبت سكباَ في جوف كل واحدة منهن ، بأنهن تشربنها كـ قطع حلوى المغمورة في ماء الحياة ، فهل تحمل الكلمات ذلك السحر الذي يسحر قلوب العذرى و يشعل فتيل المشاعر التي جمدها الوقت و الزمان ! ليس هناك أجمل من أن تجد وراءك من يساندك عندما تلتفت للوراء، شكراَ لنهر العطاء الذي سكبتموه بين أضلعي يا أصـدقاء.

عندما تجد نفسك تقف وسطاً ما بين مرحلة شبه نهائية و ترى في الأفق مرحلة انتقالية جديدة مقبلة ، و كأنها تقبل عليك ببطئ و أنت تقف مكانك تلوح لها بكل ما أوتيت من قوة و كأنك بذلك ستصل إليها بسرعة أكبر! فـ عليك أن تعلم بأن ما هو قادم قد يكون محفوف بنيران المخاطر و الصعوبات ، و لكنه بلا شك سيحمل معه الكثير من أثواب الجمال و التجارب الجديدة المنفردة . فـأجدني اليوم أقف وقفة تأمل ، أتجرع أنفاسي العالقة في ذرات غبار بعض الآم الماضي ، و أحاول جاهدة بأن أمسحها من تاريخي و تأبى بأن تتركني و شأني، فأستسلم لها و أتركها تداعب أرنبة أنفي و أبعدها بعطاسات متلاحقة تبعدها عني لفترة و لكنها لا تلبث و تعود لتلتصق في بعض أجزاء الذاكرة ، سأسمح لتلك المرحلة الانتقالية بالدخول في خضمها علها تغسل بقوة موجها الآتي بعض أوجاعك يا ذاكرة .

قررت في مرحلة ماضية ، بأن أكتب رسائلي لحب مجهول ، و أن أنشرها ليقرأها الملأ ، ليشعروا بتعاستي في بعاده، و ليشعر هوّ بتأنيب الضمير ، كتبت و كتبت و ترددت كثيراَ في النشر ، لم أرد بأن يقرأني الناس كأنثى تعيسه أضناها الشوق و الفراق. فهل كان للفراق أن يحصل قبل اللقاء؟! هكذا دوماً هيّ الحياة ترمي لنا بمفاجأتها عندما لا نتوقعها ، و عند انتظارنا لها فأنها تستلذ بجعلنا نتعلم طولة البال و تلقنّا دروس الصبر . ليس قلبي كما وصفته ، لطالما كان أرضاً خصبة تثمر في باطنها أطيب الثمار و أكثرها لذة ، شكراً يا صبر لأنك جعلت مني ما أنا عليه الآن، و شكراً لكل أولئك الأصدقـاء و الأحبة .

~[b]~

[/b]