نهر الجنون

من طرف **نورس** الأربعاء يناير 20, 2010 3:13 am

نهر الجنون

هو عنوان لمسرحية من تأليف توفيق الحكيم،أثارت هذه المسرحية قضية معينة،والحقيقة قد ناقشنا هذه القضية

في إحدى المحاضرات في الجامعة ...والغريب أن كل الطلاب ومعهم الأستاذ كانوا على رأي واحد ،وكنت أنا وحدي على رأي مخالف لهم!!والأشد غرابة أنهم لم يفلحوا في إقناعي برأيهم كما أخفقت أنا أيضا في ذلك.....

فأحببت أن أطرح عليكم هذه القضية لأقرأ آراءكم...علّكم تفلحون في إقناعي برأيكم...لأنه من الواضح أنني أنا المخطئة فلا يعقل أن يكونوا كلهم مخطئين وأنا وحدي على صواب!!!!!

سأقص عليكم القضية التي طرحتها المسرحية في عجالة ...وأعلمكم برأيي ورأي زملائي ويبقى الأمر مطروحا لأطلع على آرائكم...(فلا تبخلوا علي بها)

تقص المسرحية قصة قرية صغيرة فيها نهر عذب وذات يوم حلم الملك حلما مزعجا فقد رأى أن أفعى سوداء تنفث سمها

في هذا النهر وأن كل أهل القرية شربوا من هذا النهر إلا الملك ووزيره.....وبعد عدة أيام استيقظ الناس كعادتهم وشربوا من ماء النهر...وكانت الكارثة ....فقد كانت قد حلت لعنة على هذا النهر وكل من يشرب من ماء النهر يصاب بداء الجنون...وعندما علم الملك فزع لوزيره وطلب منه ألا يشرب من ماء النهر وذهب ليوصي زوجته لكن الأوان كان قد فات فقد شربت الملكة من ماء النهر

وأصابها ما أصاب الناس....لكي لا أطيل عليكم فإن الجميع يصاب بالجنون إلا الملك والوزير الّلذان يرفضان الشرب منه ويفضلوا أن يشربوا النبيذ بدلا منه...ولكن المصيبة تكمن في أن كل الناس تنظر إلى الملك والوزير أنهم ( قد أصيبا بالجنون) وأنهم ( بقية الشعب) هم االعقلاء!!!

وفي النهاية يقرر الملك ووزيره الشرب من ماء النهر لأنهم لايستطيعوا أن يحيوا مع أناس تعاملهم بأنهم مجانين!!!

وهنا كانت القضية....فقد رأى الأستاذ وجميع الطلاب أن الملك ووزيره مخطئان وقد رأيت أنهما على صواب....

فما الفائدة من أن يحيا المرء مع أناس يشفقون عليه لأنهم يعتقدون بجنونه(حتى وإن لم يكن ذلك صحيحا)

والملفت للنظر أنه لا يستطيع شفاءهم فالكاهن والطبيب قد تناولا من ماء النهر...إذن فلا سبيل للعلاج (فرجاء لا يجيب أحد ويقول أبقى بعقلي وأحاول أن أخترع الدواء) فهذه الفكرة غير مطروحة فلا يوجد إلا خياران إما أن يبقى بعقله وينظرون الناس إليه على أنه مجنون...وإما أن يشرب هو أيضا من ماء النهر ويعيش رغم جنونه بسعادة مع زوجته وشعبه....