صديقي بقلم: لستُ روميو

صديقي بقلم: لستُ روميو


كنتُ سهراناً، فطُرِقَ البابْ
رأيتُ خلفهُ أعزَّ الأصحابْ
فتحتُ في الحالِ أُدخِلُــهُ
قابلتُهُ بكثيرِ التأهيلِ والترحابْ
فقال اعذرني يا صديقيَ
أن أتيتُك في وقتٍ عُجابْ
جئتُ أشكو إليكَ كُربتي
فما عُدتُ أحتملُ العذابْ
ظَهَرَتْ بحياتيَ دونَ إنذارٍ
وقدْ كُنَّا منْ أروعِ الأحبابْ
وفجأةً بينَ يوْمٍ وليلةٍ
أصابَ العشقَ والهوى اضطرابْ
فترنحتْ قدماي لعاصفةِ غدرٍ
وسقطتُ صريعَ الزمنِ الكذّابْ
وسكتَ صديقي لوهلةٍ! فقلتُ
قُل ما جرى؟! فتكلَمَ وأجابْ
رأيتُها ذلكَ اليومُ، فأتيتُها
فذبحتني الصدمةُ، وشدةُ الإستغرابْ
كنتُ أركضُ نحوها مسرعاً
وما رأيتُ منعني من الإقترابْ
كانت تجلسُ في صمتٍ إلى
أن جاءَ نحوَها أحدُ الشبابْ
قامت لهُ مرحبةً، تتبسمُ
وكأن جاءَها ملكُ الغابْ
فما كان مني سوى التقدم
ذهبتُ نحوَها وذلكَ الشابْ
سألتها: من يكونُ هذا؟
فنظرت إلي يتملكها الإستعجابْ
قالتْ: ما دخلُك تُسائلُني؟
هو خطيبي الرائعُ الحبّابْ!
وما ذكرت قبلُ خطوبتها!
وما قالت أن جاءَها خُطّابْ
وهزَّ صراخُها الأرض مزلزلاً
وقد أكثرتْ الشتائمَ والسبابْ
أأكونُ ضحيةَ غدرِ فتاةٍ
عشقَتْ هيَ التسليةَ والألعابْ
أأقوم الآنَ بقتلها وشنقها؟؟
أم أستسلمُ وأكتفي بالذهابْ؟
من يومِها ما رأيتُ نوراً
ونهاري غلفهُ الحزنُ والضبابْ
أمّا ليلي، فحالكةٌ ظلمتُهُ
بتُّ أُعاني الخوفَ والرُهابْ
أتشتمُ حبيباً وتُكثرُ شتمهُ؟
أتطردُهُ، وتُعاملهُ كما الكلابْ؟
بتُّ بلا أملٍ، فجئتُكَ
علَّكَ تُنسيني الألم والإكتئابْ!