سيدة بيضاء

الآن... وقد غابت الشمسُ واختفتَ وراء الشفق, ودب الظلام حاجباً معه الضياء, مخفياً لكل بصيص من نور النهار. جاء الليل بحقيبة ممتلئة لتكون همزة وصل لكل مرهف حس يتسلق نجومه إلى سماء الخيال,
حيث يبدع إبداعاً لا يماثله ما يوجد على الأرض. هنالك وهناك فقط يجد الإنسان نفسه على سجيته وفطرته لا يخالطها شيء من ضوضاء الحياة المتكلف, أو نفاق أصحابها المتعمد, أو مجاملة الرفاق المستمرة... هناك يجد الإنسان نفسه وحيداً إلا من رفقة القمر والنجوم.. هناك يجد الإنسان نفسه حراً طليقاً لا تقيده القيود فيحلّق في سمائه بكل غبطة وسرور.. ولكن! سرعان ما يشعر هذا الطائر المبتدئ أنه متعب وأن جناحيه الصغيرتين لا يتحملان الطيران الطويل, فيجد نفسه عاجزاً أيضاً عن التحليق في سماء ليله الجميل.. ويكتفي بسماع صوت الرياح التي تعزف مع الأشجار قيثارة الأمل الدفين جميل الليل يرنو بروح يسمعها بليل تشعرني أنها أميرة النساء تشعرني أن الغرور سماء وأن الأناقة موسم طويل لا ينتهي ليس له على مدار السنين انتهاء وأن الصباح في حضورها هو الصباح الأجمل دون استثناء سيدة بيضاء والطالبة الحسناء واليافعة الأنيقة الطفلة الرشيقة والياقوتة البراقة البيضاء . سيدة بيضاء تأتي من مدارات الفضاء كوكب أبيض تحيط بها الأنجم الشهباء وتدور حولها الكواكب وتلف خصرها من كل الأرجاء تأتين النور غفلة تبهر ين الناس بهاء تكونين الصباح الجميل والتفكير الطويل والابتسامة الماكرة العذراء ضفائر وعينيها سحبٌ وغزلها إيحاء حملتي بحثا في المعاني واصغي إلى همس الحقيقة والأماني وتحسسني نـور العقيـدة في الأذان وَلتشعري دقّ الأغانـي الســاحره
لا تبـحثي عنـهـا هــــنا بين الدروب لا تـسأليـــني عـن معـانيها الطروب
هي في شروق الشـمـس تحيا في الغروب
هــي كالنـــســيم أو الرياح الكاسره
في النور في الأحلام في الظلماتِ في الشر في الأوهام فـي الآياتِ في الضحكة السكرى وفي الآهاتِ في نظرة حمقى وذكرى عـابـرة