اَلْعيدُ أَيْنَهُ ؟

قصيدة كتبتها منذ زمن ، لكن الحال ما زال على ما هو عليه ، لا بل ازداد سوءًا .
اَلْعيدُ يَرْكُضُ فِي فَزَعْ = أَتُراهُ مَرَّ عَلٰى ٱلْخِيامْ؟
أَتُراهُ مَرَّ بِطِفْلَةٍ = تَجْني ٱلْقُمامَةَ لِلطَّعامْ؟
ﻓﹷﭑشْتَدَّ في جَرَيانِهِ = كَيْ لا يُقَدَّ مِنَ ٱلْأَمامْ
أَتُراهُ أَبْصَرَ جُثَّةً = وَالدُّودُ جاوَزَ لِلْعِظامْ؟
أَتُراهُ يَعْرِفُ أَنَّها ؟= أَتُراهُ أَدْرَكَ ، وَالسَّلامْ؟
////////
اَلْعيدُ يَرْكُضُ لاهِثًا = هَلْ زارَ أَضْرِحَةَ الزُّهورْ؟
أَتُراهُ دارَ بِدَوْرِهِ ؟= ﻓﹷﭑلْأَرْضُ ما زالَتْ تَدورْ
مَهْلًا نُسائِلُ عَنْهُمُ = مَهْلًا .. مَرَرْتَ عَلى ٱلْغَديرْ ؟
مَهْلًا نُسائِلُ أُمَّةً = ما السِّرُّ في هٰذا السُّرورْ ؟
أَمْ أَنَّ حالَكَ مِثْلنا = تَشْتاقُ لِلْفَرَحِ ٱلْكَبيرْ ؟
////////
اَلْعيدُ يَبْكي ما بِهِ ؟ = هَلْ كانَ في عُرْسِ الشَّهيدْ ؟
أَتُراهُ شارَكَ فِتْيَةً = رَفْعَ الشَّهيدِ إِلى ٱلْخُلودْ ؟
أَتُراهُ مَرَّ بِثاكِلٍ = وَالدَّمْعُ قَدْ غَمَرَ ٱلْخُدودْ ؟
وَٱلْبِنْتُ مَزَّقَ طُهْرَها = خَلْفَ ٱلْجِدارِ بَنُو ٱلْقُرودْ
فَتَسارَعَتْ خُطُواتُهُ = وَٱلْكُلُّ يَرْجو أَنْ يَعودْ
////////
اَلْعيدُ كَبَّرَ وَحْدَهُ = وَٱلْخَلْقُ تُصْغي في ذُهولْ
كَالشَّيْخِ عادَ لِقَوْمِهِ = وَجَدَ ٱلْأَثافي وَٱلْعَقولْ
لَمْ يَلْقَ إِلَّا أَرْسُمًا = دَرَسَتْ عَلٰى قِدَمِ الرَّحيلْ
فَبَكٰى وَأَطْلَقَ صَرْخَةً = ﮔﭑلْغاقِ مِنْ بَعْدِ ٱلْهَديلْ
وَمَشٰى يُسائِلُ مَنْ يَرٰى = فَلَعَلَّ يَحْظٰى ﺑﭑلْوُصولْ
////////
اَلْعيدُ لَمْلَمَ بَعْضَهُ = وَمَضٰى وَلا حَتّٰى وَصِيَّهْ
اَلْحُزْنُ يَكْسو وَجْهَهُ = وَمَشٰى إِلٰى أَرْضٍ قَصِيَّهْ
يُذْري الدُّموعَ كَوابِلٍ = وَأَنينُهُ ريحٌ عَتِيَّهْ
ما قالَ إِلَّا جُمْلَةً = تَبًّا لِمَنْ قادَ الرَّعِيَّهْ
لِلْفَقْرِ قُلْتُ ؟ فَقالَ لا = ما ٱعْتَدْتُ يا وَلَدي الدَّنِيَّهْ
////////
اَلْعيدُ عادَ مُعايِدًا = اَلْعيدُ مَرَّ مِنْ ٱلْجَليلْ
وَمِنْ ٱلْمُثَلَّثِ وَالنَّقَبْ = وَٱلْقُدْسِ ، غَزَّةَ وَٱلْخَليلْ
وَٱلْعيدُ كانَ عَلٰى سَفَرْ = أَبْصَرْتُهُ عِنْدَ ٱلْأَصيلْ
شَدَّ الرِّحالَ مُغَرِّبًا = وَٱنْداحَ مِنْ فَوْقِ السُّهولْ
وَسَمِعْتُ بَعْضَ نَشيدِهِ = سَأَعودُ في أَحْلٰى ٱلْفُصولْ
///////
وما زلنا ننتظر عودة العيد
* محمود مرعي : شاعر فلسطيني / المشهد / الجليل

انحني ..اعجااباا اماام روعة كلمااتك

يأسرني بريق حروفك ..

فأستمتع بقرااتهااا ..كثيراا

فكم أسعدَ العيد من كانوا قبلنا !!!

نحن الذين يجب أن نغادرَ حين مجيء العيد حتى يأتيَ اليومُ ونستحق استقباله ..

التحية يا أستاذ محمود .. ونسأل اللـه عز وجل أن يكشف لنا الغطاءَ عن بقية قصائدك ..

أُستاذي الشاعر محمود مرعي

أيُّ عيدٍ ننتظرْ؟
أيُّ سرورٍ تُرانا نرى؟

أنت من قال:
تبًّا لمن قاد الرعيَّهْ!!

وأراني أكررها ملايين المرات
ولكن ليس القائد وحده المذنب
فالرعيَّة أيضًا أذنبوا بإطاعتهم ورضوخهم لذلك الواحد في كل دولة
ورضوا بالذل والهوان!!

أستاذي
جميلةٌ هي القصيدة على مجزوء الكامل
فرائعةٌ هي موسيقاه
في اليائية ((في السدس الخامس))
أراك لجأت لـ متفاعلاتن
ولكنها كانت أكثر ما أثَّر فيَّ

دمت للشعر ذخرًا
تحياتي

أُستاذي الشاعر
محمود مرعي
أعتذر عن المُضايقة
في الحقيقة في تعقيبي السابق، لم يكن قصدي التنويه إلى الإختلاف
أو أن أبين عيبًا ما في القصيدة
فلو كانت تلك نيتي لكانت كلماتي واضحة
ولكنني أردت أن أبين ذلك للقراء، وفي نفس الوقت
أن أبدي إعجابي وتأثري الكبير بذلك الجزء
أكثر من غيره
وأعتذر إن كان قصدي غير واضح تماما
وأشكرك أيضأ على هذا الشرح الوافي
والجميل الممتع والمفيد

دمت شاعرا
تحياتي